جُبلت النفـس البشـرية على فعـل الخيـر بكافة أنـواعه وأوجهه ويعتبر الوقف الخيري من أفضل الأعمـال المستحبة إلى الخالـق عز وجل وهـي من أفضل القـربات التي حث الله سبحـانه وتعـالى عليها وهي تدخل في إطار الصدقة الجارية التي يستمر خيرها للإنسان حتى بعد مماته .وقد وردت أيات قرآنية كثيرة في أكثر من موضع تحث على أهمية وفضل الوقف الخيري نذكر منها قوله تعالى : ( لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) «آل عمران (92)» . وتدل هذه الآية الكريمة على أن الإنفاق في وجوه الخير والإحسان قربة إلى الله لا تنال إلا بطيب المال والنفس .وفي السنة النبوية الشريفة وردت عن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) أحاديث تحث المسلمين على الوقف الخيري ( الصدقة الجارية ) منها ماروي عن أبوهريرة ( رضي الله عنه ) أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : ( إِذَا مَـاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَـعَ عَمَلُهُ إِلا مِـنْ ثَلاثٍ : صَدَقَةٍ جَـارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) .